التغير المناخى .. هل يؤدى الى فناء الارض مستقبلاً ؟

التغير المناخي
هو اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وانماط الرياح والمتساقطات التي
تميز كل منطقة على الارض. عندما نتحدث عن تغير المناخ على صعيد الكرة الارضية نعني
تغيرات في مناخ الارض بصورة عامة. وتؤدي وتيرة وحجم التغيرات المناخية الشاملة على
المدى الطويل الى تاثيرات هائلة على الانظمة الحيوية الطبيعية.تغيير المناخ
يودي بحياة 150 الف شخص سنويا ويتسبب فى
غناء 20% من الانواع الحية البرية
بالانقراض مع حلول العام 2050 و يكبد صناعات العالم خسارات بمليارات الدولارات
كالصناعات الزراعية .
لتغير المناخي
يحصل بسبب رفع النشاط البشري لنسب غازات الطاقة في الغلاف الجوي الذي بات يحبس
المزيد من الحرارة. فكلما اتبعت المجتمعات البشرية انماط حياة اكثر تعقيدا
واعتمادا على الالات احتاجت الى مزيد من الطاقة. وارتفاع الطلب على الطاقة يعني
حرق المزيد من الوقود الاحفوري (النفط-الغاز-الفحم) وبالتالي رفع نسب الغازات
الحابسة للحرارة في الغلاف الجوي. بذلك ساهم البشر في تضخيم قدرة مفعول الدفيئة
الطبيعي على حبس الحرارة. مفعول الدفيئة المضخم هذا هو ما يدعو الى القلق، فهو
كفيل بان يرفع حرارة الكوكب بسرعة لا سابقة لها في تاريخ البشرية.
تغير المناخ ليس
فارقا طفيفا في الانماط المناخية. فدرجات الحرارة المتفاقمة ستؤدي الى تغير في
انواع الطقس كانماط الرياح وكمية المتساقطات وانواعها اضافة الى انواع وتواتر عدة
احداث مناخية قصوى محتملة. ان تغير المناخ بهذه الطريقة يمكن ان يؤدي الى عواقب
بيئية واجتماعية واقتصادية واسعة التاثير ولا يمكن التنبؤ بها. بعض العواقب
المحتملة هي التالية:
1. خسارة مخزون
المياه الصالحة في غضون 50 عاما سيرتفع عدد الاشخاص الذين يعانون من نقص في مياه
الشرب من 5 مليارات الى 8 مليارات شخص.
2. تراجع المحصول
الزراعي: من البديهي ان يؤدي اي تغير في المناخ الشامل الى تأثر الزراعات المحلية
وبالتالي تقلص المخزون الغذائي.
3. تراجع خصوبة
التربة وتفاقم التعرية: ان تغير مواطن النباتات وازدياد الجفاف وتغير انماط
المتساقطات سيؤدي الى تفاقم التصحر. وتلقائيا سيزداد بشكل غير مباشر استخدام
الاسمدة الكيميائية وبالتالي سيتفاقم التلوث السام.
4. الافات
والامراض: يشكل ارتفاع درجات الحرارة ظروفا مؤاتية لانتشار الافات والحشرات
الناقلة للامراض كالبعوض الناقل للملاريا.
5. ارتفاع مستوى
البحار: سيؤدي ارتفاع حرارة العالم الى تمدد كتلة مياه المحيطات، اضافة الى ذوبان
الكتل الجليدية الضخمة ككتلة غرينلاند، ما يتوقع ان يرفع مستوى البحر من 0,1 الى
0,5 متر مع حلول منتصف القرن. هذا الارتفاع المحتمل سيشكل تهديدا للتجمعات السكنية
الساحلية وزراعاتها اضافة الى موارد المياه العذبة على السواحل ووجود بعض الجزر
التي ستغمرها المياه.
6. تواتر
الكوارث المناخية المتسارع: ان ارتفاع تواتر موجات الجفاف والفيضانات والعواصف
وغيرها يؤذي المجتمعات واقتصاداتها.
لم تواجه
البشرية سابقا ازمة بيئية هائلة كهذه. ومن السخرية ان الدول النامية التي تقع
عليها مسؤولية اقل عن تغير المناخ هي التي ستعاني من اسوأ عواقبه. كلنا مسؤولون عن
السعي الى وقف هذه المشكلة على الفور. اما اذا تقاعسنا عن اتخاذ الاجراءات اللازمة
الان لوقف ارتفاع الحرارة الشامل قد نعاني من عواقب لا يمكن العودة عنها.

التعليقات على الموضوع