من هى مارى كولفين الصحفية التى ضحت بحياتها فى سوريا من اجل ان يصل صوت ضحايا الحرب !


هيَ صحفية أمريكية ولدت فى 12 يناير عام 1956 و عملت كمُراسلة للشؤون الخارجية في الصحيفة البريطانية صنداي تايمز من 1985 حتى وفاتها خِلال تغطيتها لحصار حمص فى سوريا فى22 فبراير عام 2012 . كان أباها مقاتلا في الحرب الكورية وأصبح ناشطا من أجل الديمقراطية بعد الحرب، أما هي فشاركت في مظاهرات ضد الحرب في ڤيتنام في مدينتها وساهمت في تنظيم تلك المظاهرات.

درست الأدب الإنگليزي ثم واصلت دراستها في باريس. تزوجت مرتين وانتهى الزواج في كلتا الحالتين بالطلاق وهي بدون أطفال. كانت أول صحفية تجري مقابلة مع معمر القذافي بعد قصف الطائرات الأمريكية لمقر سكنه في الثمانينات والتقته بعد ذلك مرارا. ساهمت في تغطية الحرب على العراق ويوغسلافيا وتيمور الشرقية وسريلانكاو الشيشان.

عبرت كولفين إلى سوريا على ظهر دراجة نارية متجاهلةً محاولات الحكومة السورية منعَ الصحفيين الأجانب من دخول سوريا لتغطية الحرب الأهليّة. كانت كولفين متمركزة في حي بابا عمرو الغربي في مدينة حمص كما قامت في مساء يوم 21 فبراير ببث مباشر وظهرت على شاشة بي بي سي، القناة الرابعة البريطانية، سي إن إن وآي تي إن عبرَ خدمة الهاتف الفضائي. حينَها وصفت ماري كولفين القصف بالقاسي كما تحدثت عن هجمات القناصة على المباني المدنية والاستهداف المُتعمّد للناس في شوارع حمص من قبل القوات السورية. في حديثهَا إلى أندرسون كوبر؛ وصفَت كولفين قصف حمص بأنه أسوأ صراع واجهتهُ على الإطلاق.
تُوفيّت كولفين في 22 شباط/فبراير إلى جانب المصور الصحفي ريمي أوتشليك، وقد خلصَ تشريح أجرته الحكومة السورية في دمشق إلى مقتل ماري كولفين عبرَ عبوة ناسفة بدائية الصُنع مملوءة بالمسامير. ادعت الحكومة أنّ ما سمّتهم «بالإرهابيين» قد زرعوا العبوة الناسفة في نفس يوم مقتل ماري وذلكَ أثناءَ فرارهم من مبنى إعلامي غير رسمي قصفهُ الجيش السوري. روايةُ النظام هذهِ كذبها المصور بول كونروي الذي كانَ رفقةَ كولفين وأوتشليك ونجا من الهجوم بأعجوبة ليروي ما حدث قائلًا أنّ كولفين وأوتشليك كانا يحزمان معداتهما عندمَا أصابت نيران المدفعية السورية مركزهما الإعلامي.


لقد أفادَ الصحفي جان بيير بيرين بالإضافةِ إلى مصادر أخرى أنّ المبنى الذي كانت تتحصّن كولفين بداخله قد استُهدف من قبل الجيش السوري وقد تم التعرف عليه باستخدام إشارات الهاتف الساتلية. جديرٌ بالذكر هنا أنّ فريقُ ماري كولفين كانَ يُخطّط لاستراتيجية للخروج قبل أن يتمّ استهدافهم مُباشرة. عُثر على ممتلكات كولفين في المكان الذي فارقت فيهِ الحياة حيثُ كانَ معها حقيبة ظهر بِها بعضُ المستلزمات الأساسية بالإضافةِ إلى مخطوطة مكوّنة من 387 صفحة كانت قد حصلت عليها من صديقتها جيرالد ويفر. في مساء يوم 22 فبراير 2012؛ أقامَ أهالي حمص حدادًا في الشوارع على شرفِ كولفين وأوتشليك كما تمّ تكريم كولفين بعدَ وفاتها. أقيمت جنازتها في أويستر باي بمدينة نيويورك في 12 آذار/مارس 2012 وقد حضرَ الجنازة حوالي 300 شخص. أُحرقت جثتها ثم رمي نصف رمادها قبالة لونغ آيلاند والنصف الآخر على نهر التايمز بالقرب من منزلها.

ليست هناك تعليقات